التعليم الجامعي وثقافة المجتمع
قال الله تعالى”اقرأ وربك الأكرم” وهي إشارة إلى منزلة القراءة من العلم خصوصا، والمأمول من العلم كرامة الإنسان، ومن المعلوم إن الجوامع دور العلم كانت، فكان الطالب يتأدب قبل أن يتعلم، ويتعلم قبل أن يُسوّد، وقد قال عمر بن عبد العزيز لما جاءته الخلافة وهو جالس في المسجد يتلو القرآن مخاطبا المصحف الشريف.
هذا آخر العهد بك، أي العكوف على المصحف، وما أظنه إلا ازداد به تعلقا وله ترداداً، وتعد الجامعة مؤسسة في غاية الأهمية لتطوير ثقافة المجتمعات عموما، والأفراد خصوصا، من حيث بثها لأعراف جديدة، ومسلّمات صحيحة، تسهم بحق في بناء مجتمع متكامل بنّاء، يملك أمره، ويسعى بكل جد ليضع بصمته بين شعوب الأرض.
ومن أهم القضايا التي ينبغي للجامعة المساهمة فيها بإخلاص وبقوة قضية الصلح الاجتماعي وترقيع الخرق النفساني الحاصل عند كثير من الناس، فالمجتمع الليبي بعد ثورة فبراير مر بأزمات كثيرة، منها ما هو حقيقي، وكثير منها مفتعل، والحقيقي يحتاج لحلول جذرية تختص بها حكومة رشيدة.
وأما المفتعل فهو الذي يحتاج لمصلحين يبثون الحياة في أجساد باتت من دون أرواح، إن دور الجامعة في نشر ثقافة الحقيقة، والعدل، ومصطلح الدولة المدنية، والإنتاج، وفرص العمل، والمجتمع الصناعي، وقبل ذلك كله ثقافة الصدق والحلم وهما سيدا الأخلاق، وترك الشائعات، وهذا كله يمكن للجامعة المساهمة فيه وبقوة لأنها تملك أهم شيء وهو امتلاكها للكفاءات ويحلو لنا تسمية الجامعة (بين الخبرة)، ومتى عملت الجامعة بهذا المصطلح مصطلح الكفاءة فستكون رائدة في مجالها، صانعة لمكانتها حقيقة بها.
د. رجب دومة، كلية التربية ودان.