تعدّ كتابة المقالات الأكاديمية واحدة من أهمّ عناصر النجاح خلال المرحلة الدراسية، الثانوية أو الجامعية على حدّ السواء. ويواجه الكثير من الطلاب الذين يفتقرون إلى موهبة الكتابة، صعوبة في إعداد المقالات الأكاديمية وتجهيزها. لكن، ما لا يعرفه هؤلاء الطلاب، هو أن المقال الأكاديمي، يختلف اختلافًا كبيرًا عن الكتابة الإبداعية، حيث أنّه مبني على قواعد محدّدة إن تعلّمتها والتزمت بها أمكنك كتابة مقال أكاديمي احترافي وناجح.
وهذا بالضبط ما سنتطرّق للحديث عنه هنا…فلنتعرّف معًا على المقال الأكاديمي، وأهمّ النصائح والخطوات لكتابته.
المقال في الجامعة أو المدرسة، يعبّر عن نوع من أنواع الكتابة الرسمية التي تتناول موضوعًا واحدًا محدّدًا. وغالبًا ما يكون الهدف منه إقناع القارئ بأمر معيّن من خلال عدد من البراهين الحقيقية المبنية على أساس علمي صحيح.
لابدّ أن تتوفّر في المقال الأكاديمي الناجح العناصر الأساسية التالية:
ينقسم المقال الأكاديمي إلى عدّة أنواع تختلف باختلاف محتواها وطريقة عرضها، ويمكن تلخيصها فيما يلي:
حتى تتمكّن من كتابة مقال أكاديمي ناجح، لابدّ لك في البداية من معرفة أيّ نوع من الأنواع أعلاه يجب عليك كتابته، وهو ما يظهر غالبًا في السؤال الذي يُطرح عليك. لذا احرص على قراءة السؤال جيّدًا وفهم الكلمات المفتاحية الواردة فيه، مثل: حلّل، ناقش، وضّح الفرق…الخ.
حيث أنّ هذه الكلمات هي التي ستدلّك في الغالب على نوع المقال الذي يتوجّب عليك كتابته.
على الرغم من اختلاف أنواع المقالات وطبيعتها من حيث المحتوى والطول والموضوع، غير أنّها جميعها تتبع منهجية واحدة عند كتابتها. وتتضمّن الأجزاء الثلاثة التي ذكرناها أعلاه (مقدّمة، محتوى وخاتمة). كما أنّها تمرّ بثلاث مراحل أساسية كالتالي:
مرحلة الإعداد | مرحلة الكتابة | مرحلة المراجعة |
فهم المطلوب من المقال. | كتابة المقدمة. | تقييم مدى ترتيب المقال. |
فهم الجمهور المستهدف. | كتابة محتوى المقال المدعم | مراجعة محتوى كل فقرة. |
اختيار موضوع معين. | بالأدلة الموثوقة والبراهين العلمية. | تدقيق المقال بحثا عن الأخطاء وتصحيحها. |
إجراء البحث اللازم. | كتابة الخاتمة. | التأكد من أصالة المقال وعدم احتوائه على السرقة الأدبية. |
بلورة الهدف من كتابة المقال. | ||
وضع مخطط للمقال. |
لنتعرّف على كلّ مرحلة من هذه المراحل بتفصيل أكبر:
كما يعبّر عنها الاسم، فهذه المرحلة هي التي تتمّ فيها عملية التحضير والإعداد للمقال الذي ستكتبه. وتعدّ أهمّ المراحل، لأنك إن تمكّنت من إتمامها بنجاح، فقد وضعت بذلك أساسًا قويًا لمقالك، ولن تكون المراحل المقبلة سوى عملية لترتيب ما جمعته وعثرت عليه في هذه المرحلة.
الخطوة الأولى لإتمام الواجب على أكمل وجه، تتمثّل في فهم المطلوب منك بالضبط. حيث يمكنك تحقيق ذلك من خلال الآتي:
احرص في هذه المرحلة على أخذ ما يلي في عين الاعتبار:
قبل أن تسأل نفسك: “كيف أكتب مقالاً؟” لابدّ في البداية من التفكير في جمهورك المستهدف. حيث أنّ مستوى معرفتهم سيؤثر بلا شكّ على أسلوبك في الكتابة وطريقة اختيارك للكلمات. فرسالة الماجستير مثلاً موجّهة في الغالب إلى جمهور من الخبراء، في حين أنّ مقالاً أكاديميًا في مرحلة البكالوريوس يستهدف في العادة جمهورًا ما بين العادي إلى الخبير.
الجدول التالي يوضّح نوعي الجمهور المستهدف وأفضل النصائح التي عليك اتباعها عند كتابة المقال الموجّه لكلّ نوع:
الجمهور | نصائح لكتابة المقال |
جمهور عام | تجنب المصطلحات التقنية، وفي حال استخدمتها احرص على تعريفها.تجنب التفاصيل المفرطة والمعقدة.استخدم كلمات وجملا ابسط واقصر. استخدم شرحا مبسطا لتوضيح حجتك والمنطق الذي تريد إيصاله.استخدم الامثلة لتوضيح النقاط الأساسية في المقال. |
جمهور خبير | لا تبالغ في شرح المصطلحات التقنية والخلفيات المعرفية الواضحة. برر حججك وبراهينك بحذر و بطريقة علمية دقيقة. أظهر الفوارق البسيطة بين الحجج والبراهين التي تستخدمها. استخدام لغة أدبية قوية وصياغة أكثر تعقيدا. |
هنالك العديد من الطرق لاختيار موضوع لمقالك، حيث يمكنك اتباع الطريقة التقليدية المتمثلة في العصف الذهني وكتابة الملاحظات حول الموضوع، أو من خلال سؤال أحد زملائك أو مناقشة الموضوع مع مدرّسك.
تستطيع أيضًا تجربة ما يعرف بالكتابة الحرّة “Free Writing” والتي تتضمّن أخذ موضوع عام، والكتابة عنه لمدّة ثلاث دقائق تقريبًا، لجمع أكبر كمّ ممكن من الأفكار المتعلقة به، والتي يمكنك الاستفادة من إحداها وأخذها كفكرة رئيسية لمقالك.
أما الطريقة الثالثة، فتتمثّل في استيحاء أفكار لمقالك من الموضوعات والبحوث السابقة المنشورة في هذا المجال.
أخيرًا، وبعد العثور على مجال رئيسي لمقالك، قلّص بحثك لإيجاد موضوع محدّد تتوفّر فيه العناصر التالية:
يتعيّن عليك في هذه المرحلة البدء اللجوء إلى مختلف مصادر المعلومات، بما فيها الجرائد، الكتب، المواقع الإلكترونية الموثوقة وغيرها. للعثور على التفاصيل والمعلومات اللازمة لبناء مقالك.
لا تكتفِ فقط بالبحث عن معلومات حول الأفكار التي جهّزتها في مرحلة اختيار الموضوع، ولكن، ابحث أيضًا عن أفكار ووجهات نظر مناقضة، حتى يكون مقالك علميًّا وليس متحيّزًا.
يمكنك هنا اتباع طريقة تستخدم غالبًا في كتابة البحوث ورسائل الماجستير والدكتوراه، وهي طرح أسئلة البحث. ببساطة اسأل نفسك:
الإجابة عن هذه الأسئلة، ستضعك على بداية الطريق الصحيح للوصول إلى معلومات سليمة بطريقة مدروسة.
تحديد الهدف من مقالك أو ما يعرف بالـ Thesis Statement هو الركيزة الأساسية التي سُيبنى عليها هذا المقال. حيث يتعيّن عليك الالتزام بما يلي عند بلورة بيان الهدف من مقالك:
يعمل مخطّط المقال، كخريطة طريق لكيفية كتابة مقالك، إنه ترتيب منهجي ومنطقي لتسلسل الأفكار وكيفية طرحها في المقال. فيما يلي مجموعة من مخطّطات المقالات بأنواعها المختلفة، والتي يمكنكم تحميلها والاحتفاظ بها لديكم لوقت الحاجة.
في حال أتممت مرحلة الإعداد كما يجب، فالمراحل المتبقية لن تكون صعبة، وستجد أنّ قدرتك على كتابة الأفكار وشرحها باتت أسهل وأكثر سلاسة. وفيما يلي مجموعة من النصائح العملية لكتابة كلّ جزئية من مقالك.
تعدّ المقدّمة ذات اهمية كبيرة في جذب انتباه القارئ وإعطائه فكرة عامّة حول ما سيعثر عليه في مقاله هذا. حيث تشغل المقدّمة ما نسبته 10 إلى 20 % من إجمالي المقال. وتتضمّن في العادة إجابة على ثلاثة تساؤلات رئيسية:
يعتبر محتوى المقال واحدًا من أعظم العقبات التي تواجه الطلاّب عادة، لكن بعد إتمام المرحلة الأولى (مرحلة الإعداد) كما يجب وتجهيز مخطط واضح للمقال، لن يكون الأمر مستحيلاً بعد الآن. حيث يمكنك الاستعانة بمخطط المقال، لترتيب أفكارك ووضعها في مكانها السليم.
طول المقال
يعتمد طول محتوى المقال على طبيعة المقال ونوعه. لكنه يشغل في الغالب ما نسبته 60 إلى 80% من المقال، ويصل طوله بالنسبة للمقالات الأكاديمية الجامعية إلى حوالي 10 صفحات. (محتوى المقال فقط دون المقدّمة أو الخاتمة).
هيكلة الفقرات
حتى يكون مقالك واضحًا وسهل الفهم على القارئ، عليك بناء الفقرات بشكل سليم. احرص على أن تتضمّن كلّ فقرة فكرة رئيسية واحدة فقط أو قضية جدلية واحدة. حيث تُبنى الفقرة الواحدة كما يلي:
يتمثّل دور الخاتمة في مساعدة القارئ على ترتيب أفكاره وتجميعها، قبل الانتهاء من قراءة المقال. لذا احرص عند كتابة الخاتمة على ما يلي:
لابدّ أيضًا من تجنّب الأخطاء الشائعة التالية:
هل تبحث عن فرص دراسة في الخارج؟
يقدم موقع فرصة مئات المنح الدراسية الممولة كليا وجزئيا للطلاب العرب في جميع أنحاء العالم.
لم يبقَ الكثير، لقد اوشكت على الانتهاء، ولم يبقَ سوى مراجعة مقالك للتأكد من سلامته وخلوّه من الأخطاء والهفوات، وأيّ مشاكل أخرى.
احرص في هذه المرحلة على ما يلي:
وحتى تتمكّن من تدقيق مقالك كما يجب، جرّب القيام بما يلي:
وهكذا أصبح مقالك الأكاديمي جاهزًا. كما رأيت، فالأمر لا يحتاج إلى موهبة سماوية في الكتابة والتعبير (على الرغم من أنّ امتلاكها قد يسهّل العملية). إذ كلّ ما عليك فعله وضع خطّة مدروسة لكتابة المقال ثمّ الالتزام بها بحذافيرها.
المصدر: موقع فرصة
تم وضع جميع الفعاليات ، مثل العطلات الرسمية والأنشطة والمؤتمرات وورش العمل وجدول جامعة الجفرة في تقويمنا لمتابعة جميع فعالياتنا. أضف التقويم الخاص بنا إلى تقويمك.